ﺠ - موقف المحقق من الخط العربي
وهناك حالة خاصة يجب الإشارة إليها . وهي أن الخط العربي
قد تطور على مر العصور . "فلا بد إذن من أن نجعل
النص يرسم بالرسم الذي نعرفه [اليوم] . وقد أجاز الأقدمون
أنفسهم ذلك"17.
فكتابة الهمزة مثلا تغيرت كثيرا خلال العصور ، كما أن
حروف المد لم تكن دائما مكتوبة ، الخ . فلا يصح اليوم
المحافظة على الرسم القديم للكلمات .
وهذا لا يجيز لنا ، بالطبع ، تغيير أسلوب المؤلف ، وإنما
الكلام هنا عن إملاء الناسخ فقط .
فمنهجنا إذاً الأمانة التامة لنص المؤلف ، لاسترجاع
أسلوبه الأصلي المخفي وراء أخطاء النساخ وغلطاتهم . "وليكن
هدفنا في الجمع18 ، إذا لم نحصل على نسخة المصنف
، الحصول على أقرب شكل ، بعيد عن التحريف والتصحيف ، لما
تركه المؤلف"19.
3 – الإشارة إلى حرف المخطوط
أ – إثبات روايات المخطوطات
والأمانة التامة تتطلب منا ألا نغير حرفا واحدا من أي
مخطوط ، دون الإشارة إلى هذا التغيير . هكذا نمكّن القارئ
من مناقشة تأويلنا للنص ، وتكوين رأيه بنفسه ، فيؤيدنا
أو ينتقدنا . وهكذ يتقدم البحث بخطوات راسخة .
ولا يصح أن نشير إلى بعض التغييرات ونغفل عن بعضها ،
بحجة أن تلك التي غفلنا عن ذكرها غير مهمة . فقد يكون
ما سهونا عن ذكره أهم ، في نظر أحد العلماء ، مما اخترنا
ذكره ، كالغلطات اللغوية مثلا ، فإنها تهم اللغوي أكثر
من معاني الكتاب .
فالغرض إذا من الحواشي دلالة القارئ على النص الحرفي
لكل مخطوط من المخطوطات ، بغاية الدقة .
ولكي يتم ذلك بلا شك ولا لبس ، رأينا أن نخص كل رقم
من أرقام الحواشي بكلمة
|