الرحمة، وهو الآن
حر من أى مطلب أو دين. فليست المسألة أن يكون المخطئ
متراضياً ومستريحاً بما فعله صديقه، كلا. ولكنه يقول
إذا كان صاحب المتجر الذى كسرت له لوح الزجاج قد تراضى
فلماذا لا أكون مستريحاً أنا كذلك؟.
فإذا قابلت الولد وسألته عما حدث،
فإنه لا يتحدث عن خطأه دون أن يتكلم عن الرحمة التى
أظهرها صديقه. وإذا سألته كيف تعرف إن كان صاحب المتجر
لا يأتى ويطالبك ثانية بالمبلغ بعد ذلك؟
- فيرد: إنه لا يفعل ذلك بحسب العدالة.
ولكننى مدين فقط لمن سدد عنى الدين فأعطانى العفو، إنه
صديقى الذى طوق عنقى بهذا الجميل الذى لن أنساه.
- أتريد أن تقول أنك تثق فى بره وعدالته؟
- بكل تأكيد، فإن عدالته تمنعه أن يأخذ حقه مضاعفاً.
والآن إذا طبقنا الشرح. ألم يقف
المسيح فى الثغرة التى صنعتها الخطية بين الله القدوس
والبشر الخاطئين؟ ألم يقدم نفسه لله وهو بلا عيب لأجل
إيفاء كل مطالب عدالة الله وبره تجاه الخطية؟ ألم يكن
المسيح أيضاَ هو عطية محبته، الحمل الذى أعده لكى يُقدمه؟.
والمسألة الآن ليست أيها الصديق
إن كنت تقبل ما عمله المسيح؟ بل بالحرى هل قبل الله
ما عمله المسيح؟ ووجد فيه الإكتفاء التام لكل مطاليب
عدالته إزاء خطايانا؟ ألست تؤمن بأن الله قد قبل ما
تحمله الإبن على الصليب لأجل خطايانا؟ فإذا آمنت الآن
فلتسبح ذاك الذى تألم لأجلك، والله الذى بذله بمحبة
لكى يتمم العمل. |