هناك ثلاثة دوافع ترتبط بتتميم الأعمال الصالحة:

(الأول) لكى ننال البركة.
و(الثانى) لكى نحتفظ بما نلناه.
و(الثالث) - ( وهذا هو الدافع الإنجيلى الصحيح ) لكى نخدم بشعور المديونية والمحبة، ذاك الذى مات لكى يضمن لى البركة، والذى يحيا لأجلى كى يحفظنى فى تلك البركة.

فإذا عملت لكى أنال الخلاص هنا لمن أعمل؟ للذات.

وإذا عملت لكى أحتفظ بالخلاص. فلمن أعمل؟ للذات أيضاًَ.

إذن فأى نوع من الخدمة يجب أن أقوم بها؟ " إنه مات لأجل الجميع لكى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذى مات لأجلهم وقام " ( ٢ كورنثوس ٥‏:١٥ ) وبأى دافع أقوم بهذه الخدمة؟ إنها المحبة كما يرينا العدد السابق لهذا " لأن محبة المسيح تحصرنا ".

هل من الصحيح كما يظن الآلآف من المسيحيين، أن نمسك بالخلاص لئلا نهلك؟ الإجابة كلا. مكتوب: " ولذلك نحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى " ( عبرانيين ١٢‏:٢٨ ).

ولنتيقن من هذا أنه ليست هناك خدمة مرضية مالم تنبع من احساس غامر بالممنونية للنعمة التى أقيم فيها. أما إذا كانت الذات هى الدافع فهى مرفوضة. ليس على أن أمسك

بالخلاص بيد وباليد الأخرى أخدم بها بل أتمتع بالحق المبارك، لذاك الذى يمسكنى بكلتا يديه ويحبنى بكل قلبه، وهذا الشخص الذى حررنى جعلنى أخدمه بكلتا يدى وبكل قلبى. أليس ما يقولونه تعليماً خاطئاً لأنهم لم يعرفوا بعد محبة المسيح التى تحصرنا.

إسأل أباً له ابناً عاجزاً، وسيغيب الأب عن منزله لمدة شهر، فأيهما يفضل هل يترك ابنه لعناية أمه أو يتركه تحت رعاية ممرضة بالأجر؟ لابد أنه سيقول لك أنت تعرف إجابة هذا السؤال.

إن الأم تخدم بعواطف مفعمة نحو ابنها وبصبر لا يكل، أما الممرضة فليست كذلك - هذا هو الإختلاف. فهل خدمتنا المسيحية نابعة من محبة المسيح التى تحصرنا أم بدافع عبودية المأجور.

أنا لا أعمل لكى تخلص نفسى
فذاك العمل أكمله الرب عنى
لكنى أعمل كمن صار عبداً
لمحبة ابن الله الغالى
٧٦     ٧٧