٢٤٦ معجزة القرآن

و الدولة الدينية لها سياسة ، و السياسة قد تطغى عليها . و قد تقتضى سياسة الدولة ما لا يقتضيه الدين و النبوة و القداسة ، من الاغتيالات السياسية . جاء فى الحديث : " اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله فى سبيل الله " !

من تلك الاغتيالات و القتل ما تروى السيرة لابن هشام :

1 – غزوة عبد الله بن رواحة لقتل اليسير بن رزام الذى كان بخيبر يجمع غطفان لغزو رسول الله .

2 – غزوة عبد الله بن عتيك خيبر لاغتيال أبى رافع بن أبى الحقيق 1 .

3 – بعث رسول الله عبد الله بن أنيس لقتل خالد بن سفيان بن نبيح الهذلى ، الذى كان بنخلة أو بعزبة يجمع لرسول الله الناس ليغزوه ، فقتله 2 .

4 – بعث عبد الله بن أبى حدر لقتل رفاعة بن قيس الجشمى الذى نزل بالغابة يجمع قيسا على حرب رسول الله . قال : " نفحته بسهمى ، فاحتززت رأسه و جئت برأسه أحمله معى " 3 .

5 – بعث عمرو بن أمية الضمرى لاغتيال أبى سفيان بن حرب فى مكة ، بحبيب بن عدى و أصحابه . فعرفه القوم . فنجا ، و فى طريقه قتل قريشا لحق بهم ، ثم بكريا بالغار 4 .

6 – " نجم نفاق أبى عفك ، حين قتل رسول الله صلعم الحارث بن سويد الصامت – وهجا الرسول ، و هو ابن مائة و عشرين سنة ! – فقال رسول الله : من لى بهذا الخبيث ؟ فخرج سالم بن عمير فقتله " 5 .

7 – " فلما قتل أبو عفك ، نافقت عصماء بن مروان ، فقالت شعرا تعيب الاسلام و أهله . فقال رسول الله صلعم حين بلغه ذلك : ألا آخذ لى من ابنة مروان ؟ فسمع ذلك


1 السيرة ، لابن هشام 4 : 267 .
2 السيرة ، لابن هشام 4 : 267 .
3 السيرة ، لابن هشام 4 : 268 .
4 السيرة ، لابن هشام 4 : 282 .
5 السيرة ، لابن هشام 4 : 284 .
معجزة القرآن ٢٤٧

عمير بن عدى الخطمى ، و هو عنده ، فلما أمسى من تلك الليلة سرى عليها فى بيتها فقتلها . ثم أصبح مع رسول الله صلعم فقال : يا رسول الله إنى قد قتلتها ! فقال : نصرت الله و رسوله ، يا عمير ! ... و أسلم ، يوم قتلت ابنة مروان ، رجال من بنى خطمة ، لما رأوه من عز الاسلام " ! 1 .

8 – " أصاب رسول الله فى غزوة عبدا يقال له يسار . فجعله فى لقاح له كانت ترعى فى ناحية الجماء ( أو الحمى ) . فقدم على رسول الله نفر من قيس قبة ، قبيلة من بجيلة ، قد استوبئوا و طحلوا ، فقال لهم رسول الله : لو خرجتم الى اللقاح فشربتم من ألبانها و أبوالها . فخرجوا اليها . فلما صحوا عدوا على راعى رسول الله فذبحوه و غرزوا الشوك فى عينيه ، و استاقوا اللقاح . فبعث رسول الله فى آثارهم كرز ابن جابر فلحقهم فأتى بهم رسول الله صلعم فقطع أيديهم و أرجلهم و سمل أعينهم " 2 .

9 – جاء فى ( أسباب نزول ) الآية : " و إذا تتلى عليهم آياتنا قالوا : قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ، إن هذا إلا أساطير الأولين " ( الانفال 31 ) – " أخرج بن جرير ابن سعيد بن جبيرقال : قتل النبى صلعم يوم بدر صبرا عقبة بن أبى معيط و طعيمة ابن عدى و النضر بن الحارث ( ثلاثة من الأسرى ) . و كان المقداد أسر النضر ، فلما أمر بقتله قال المقداد : يا رسول الله ، أسيرى ! فقال رسول الله صلعم إنه كان يقول فى كتاب الله ما يقول ! و فيه نزلت الآية " . و لما أمر على بن أبى طالب – أو عاصم بن ثابت – بقتل عقبة ، قال عقبة : فمن للصبية ، يا محمد ؟ قال : النار " !

10 – و كان عند رسول الله أسيران من بدر : أبو عزة الجمحى و معاوية بن المغيرة ، و قد من عليهما . فلما كانت هزيمة أحد ، قال أبو عزة للنبى : أقلنى ! فقال رسول الله : اضرب عنقه ، يا زبير ! فضرب عنقه . و أرسل فى إثر معاوية بن المغيرة قوما فقتلوه  3 .

11 – و كان كعب بن الأشرف ، من بنى النضير اليهود ، قد خشى تفوق محمد ، بعد بدر " فخرج حتى قدم مكة ، و جعل يحرض على رسول الله ، و ينشد الاشعار ، و يبكى


1 السيرة ، لابن هشام 4 : 287 .
2 السيرة ، لابن هشام 4 : 290 .
3 السيرة ، لابن هشام 3 : 110 .