2 – "وإما أن يُقال هو هو واحد بالنوع ، كما يُقال
"خالد وزيد واحد" ، بما عَمّهما من نوعهما ،
الذي هو "الإنسان" .
3 – "وإما أن يُقال هو هو واحد بالجنس ، كما يُقال
"الحمار والإنسان واحد" ، بما عَمّهما من جنسهما
، الذي هو "الحيّ""25.
فبعد أن ذكر الكندي هذه الأقسام الثلاثة للواحد ، يُثبت
أن النصارى لا يستطيعون القول إنّ ثلاثةٌ هي واحد ، بأي
وجه من الوجوه الثلاثة26.
4 – تحليل يحيى لمعاني الواحد في الخالق
لقد رأينا ، في الفصل السادس من "التوحيد"
، أن يحيى ذكر ستّة معانٍ للواحد27 ، استخلصها
من مؤلفات أرسطواليس28 . ويذكر القارئ أن مقالتنا
في "التوحيد" مُنْشأة في رجب سنة 328ﻫ (= ابريل
أو مايو 940م) .
لذلك ، لما اكتشف يحيى رسالة الكندي "في افتراق
المِلَل في التوحيد" ، وفيها ردٌ على النصارى اعتماداً
على ثلاثة وجوه للواحد ، صاح : "هذه القسمة التي
قَسَمْتَ للواحد ناقصةٌ !"29 فأخذ يكمّل
قسمة الكندي ، كما سنرى حالا . ثم قال له : "وأيضا
، فإنك تركتَ أن تقسم الواحد والكثرة على ضربٍ آخر من
القسمة ، إما غفلةً إن كنتَ لم تعرفْه ، وإما تغافلاً
إن كنتَ قد عرفتَه وتجاوزتَ ذكره !"30.
فعرض وجوه الواحد والكثرة التي شرحها في الفصل السابع
من مقالته في "التوحيد"31.
ننقل إليك هذا النص ، وإن كان طويلا ، لأهميته . ونشير
في الحواشي إلى المواضع التي تناسبه من مقالتنا في "التوحيد"
.
قال يحيى بن عدي :
"ليس تقول النصارى إن الواحدَ ثلاثةٌ والثلاثة هي
واحد ، على واحدٍ من هذه الوجوه
|