هذا بالإضافة إلى مَن نذكرهم فيما بعد ، عند الكلام
عن تأثير "المقالة في التوحيد" على المفكرين
العرب المسيحيين !
لذلك قال البحاثة القبطي جرجس فيلوثاوس عَوَض ، في مقدّمته
لكتاب "تهذيب الأخلاق" ليحيى بن عدي : "وقد
نقل [أبو إسحق ابن العسّال] عنه كثيرا ، ولا سيما الرد
على أبي عيسى الوراق . وقد اختصر الشيخ الصفي أبو الفضائل
ابن العسال كثيرا من أقواله . ونقل غير أولاد العسال عنه
من كُتُبه شيئا كثيرا ، في التثليث والتوحيد . لأنه حجّة
يُرجَع إليه . قد استعمل عقله في فحص الأمور الدقيقة ،
للتوصل إلى معرفة الحقيقة"29.
ثانيا – أهمية "المقالة في التوحيد"
في الفكر العربي
1 – أقسام الواحد في مؤلفات يحيى نفسه
لقد رأينا ، في نهاية الفصل الثامن من بحثنا ، أن المقالة
في التوحيد هي "أول بحث شاف كامل في وحدانية الخالق
، في تاريخ الفكر العربي"30. وقد وضعه
يحيى في رجب سنة 328ﻫ ، أي في ابريل أو مايو من سنة 940
م .
كما رأينا أنه عرض هذه الآراء بإيجاز ، لا سيما ما يخص
أقسام الواحد الستة31 ، في رده على الكندي
المُنشَأ في شهر رمضان من سنة 350ﻫ (أي في أكتوبر أو نوفمبر
من سنة 961 م)32
وعاد يحيى مرّة ثالثة إلى عرض نفس الآراء عن أقسام الواحد
، في جوابه على معاصره أبي عيسى محمد بن هارون الورّاق
(المتوفي نحو سنة 247ﻫ/861 م) . فافتتح يحيى ردّه
|