4 - وفي شهر ذي الحجّة سنة 378ﻫ (= مارس أو ابريل 989
م) ، أرسل أبو علي عيسى بن إسحق بن زُرْعة49
رسالةً إلى صديقٍ مسلم ، يوضح فيها معنى "صفات الله"
حسب مفهوم النصارى50.
فهو يعرض فيها رأي أستاذه القائل إن البارئ تعالى "واحد
من جهة وكثير من جهة أخرى"51 وأن الله
هو "جوّاد قادر حكيم"52 ، على ما
أوضحه يحيى في الباب الحادي عشر من المقالة في التوحيد53.
وفي رسالة أرسلها أبو علي عيسى بن زُرعة ، سنة 387ﻫ/997
م ، إلى بشر بن فنحاس ابن شُعَيب الحاسب ، اليهودي الملّة54
، يكرّر هذا الرأي الأخير56.
3 – "المقالة في التوحيد" عند تلامذة تلامذة
يحيى
أ – تقديم نص عبد الله بن الطيّب
نكتفي هنا بإيراد نص صغير للشيخ أبي الفرج عبد الله
بن الطيب ، تلميذ أبي علي عيسى بن زرعة المذكور ، وأستاذ
الفلسفة والطب ببغداد في مطلع القرن الحادي عشر ، بل رئيس
المدرسة الأرسطوطالية في أيامه . وقد مدحه الشيخ الرئيس
أبو علي ابن سينا كطبيب ، وهجاه كفيلسوف ، إذ كانا يختلفان
في المذهب الفلسفي . وتُوفّي أبو الفرج سنة 435ﻫ/ 1043م
.
وقبل أن نورد النص الموعود في "أقسام الواحد"
، نشير إلى أنّ ابن الطيب ، عندما يقدم الثالوث ، يعتمد
على يحيى بن عدي . وقد رأينا أنه يستعمل الثلاثية "علم
ـ عالم ـ معلوم"56. إلا أنه يستعمل أيضا
ثلاثية يحيى المذكورة في مقالتنا "جود وقدرة وحكمة"
.
|