يحيى
بن عدي ومقالته في التوحيد في الفكر العربي |
١٤٩ |
|
5 – أما شمس الرئاسة أبو البركات ابن كَبَر ، فقد
نقل مختصر ابن كاتب قيصر لجواب يحيى على أبي عيسى الورّاق ،
دون الإشارة إلى مصدره87 . ويبدو لي أنه نقل هذه
الصفحات ، لا من الأصل أو من مختصر ابن كاتب قيصر رأسا ، وإنما
عن "مجموع أصول الدين" ، إذ يبدأ وينتهي في نفس المكان
.
6 – وأخيرا ، أسعدني الحظ ، فوجدتُ جزءا من "المقالة في
التوحيد" مقتطفا في مخطوط قديم ، قبطي الأصل ، يرجع إلى
القرن الرابع عشر88. وكان قد ذكره جراف ، في سطر
واحد ، ضمن المؤلفين الملكيين89.
وهاتان الورقتان تناسبان رقم 148 – 191 من المقالة في التوحيد
. وجدير بالذكر أنّا نجد فيهما النص الكامل للمقالة ، لا المختصر
. وعلى هذا ، فهو أقدم مخطوط معروف للمقالة في التوحيد ، يتفوّق
المخطوطات الأخرى في القِدَم بنحو ثلاثة قرون . إلا أن النص
مبتور ، إذ تنقص المخطوط صفحات .
الخلاصة
هذه الجولة السريعة في رياض الفكر العربي الوسيط (من نهاية
القرن العاشر ، إلى بداية القرن الرابع عشر) أبرزت لنا أهمية
يحيى بن عدي ، لا سيما عند المسيحيين .
وقد نال حظوة عند الأقباط خصوصا ، حتى أن مؤتمن الدولة أبا
إسحق ابن العسال ذكره قائلا : "الشيخ الأجل ، العالم الفاضل
العلاّمة ، حُجّة دين النصرانية ، برهان النحلة اليعقوبية ،
يحيى بن عدي"90. ذلك لأنه "قد استعمل عقله
في فحص الأمور الدقيقة ، للتوصل إلى معرفة الحقيقة . فلم يرتكن
على الأوهام ، ولم يقنع بالقليل من العلوم" ، حسب تعبير
جرجس فيلوثاوس عَوَض91.
|