|
الخلاص |
سنتعرف على موضوع الخلاص. كيف يمكن أن نحمي
أنفسنا من عقاب الخطية عن طريق المسيح وقوة عمله على
الصليب؟
نعلم أن الإنسان خاطئ فهل تكفي أعماله
الصالحة لكي يضمن نجاته ودخوله الجنة؟
يقول الكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل: "وليس
بأحد غيره الخلاص لان ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن
نخلص."
ومن هو هذا الاسم؟
انه الاسم الذي
اسمه فوق كل اسم وسلطانه فوق كل سلطان ورياسته فوق كل رياسة. انه اسم المخلص
والفادي والمنقذ من نار جهنم لكل أولاد آدم. انه يسوع المسيح، مسيح الله الملك
المنتظر الذي به كل جسد سيرى خلاص الله.
كيف يكون يسوع المسيح هو المنقذ؟
أليس الله هو المنجي من كل إثم وهو الوحيد الذي يقدر على تكفير آثامنا؟
لقد عيّن
الله شخصا مولودا من مريم العذراء وأيّده بروحه القدوس، وهو في نفس الوقت كلمة الله
المتجسد كما يقول الكتاب المقدس في إنجيل يوحنا الأصحاح 1 والآية 1: "في البدء كان
الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله." والكلمة المتجسد اسمه يسوع
وبالعبرية يشوع يعني المخلص والمنقذ لشعبه من عبودية الخطية وهو الذي مثّل البشرية
عندما صلب على جذع الشجرة من اجل أن يوفي الله عدله منه نيابة عن كل الخليقة. فكما
أن رحمة الله كاملة، كذلك فعدله كامل أيضا. وكانت مشيئته أن يرحم أولاد آدم
لكنه في نفس الوقت أراد أن يوفي عدله فكان موت المسيح هو الثمن لهذا
العدل.
إذا كان كل الناس قد أذنبوا، فهل يجعل الله يسوع هو الذي يدفع
الثمن؟ أليس هذا ظلما؟ أليس من الممكن تقديم أشياء أخرى فداء عن الإنسان مثل خروف
العيد أو الحيوانات كما فعل أبونا إبراهيم حين أرسل له الله كبشا يفدي به ابنه من
الذبح؟
إن قصة أبينا إبراهيم كانت مجرد رمز لمجيء المسيح غير أن الحيوانات التي
تتكلم عنها لا توفي ثمن العقوبة لعدل الله. العدل الكامل يستلزم الموت لكل واحد
أخطأ، والموت هنا يعني أن ينفصل كل خاطئ عن الله نهائيا أي انه لا يمكن أن يكون
أبدا في محضر الله. ويؤكد الكتاب المقدس أن كل أولاد آدم خطاة وليس من واحد استطاع
أن ينفذ شريعة الله كما طلب، أي أن يكون صالحا كما خلق الله الإنسان قبل خطية أبونا
آدم.
إذا كان هذا هو غرض الله فلم لا ينفع التكفير عن الخطايا بالذبائح
والأضاحي؟
يا ترى من الأفضل في عيني الله الإنسان أو الحيوانات؟ طبعًا الإنسان.
ولذلك أعطى الله لآدم سلطانا على كل الحيوانات الموجودة في الأرض. فليس للحيوانات
قيمة أدبية كالإنسان في عيني الله لأن الإنسان هو الوحيد الذي خلقه الله بصورة لها
كرامة ومجد وميزه عن كل المخلوقات. فالإنسان عزيز في عيني الله وله قيمة غالية ولم
يخلقه الله لكي يستعبده بل يعلمنا الكتاب المقدس أن الله تعالى يقول عن بني البشر:
"لذتي مع بني آدم." فالله ليس بحاجة لنا ولعبادتنا له وهو غني عن كل هذا لكن له لذة
في العلاقة بينا وبينه، يحب أن نأتي إليه بكل أشواقنا واحتياجاتنا. لذا فالحيوانات
لا تعوض عن الإنسان بل إن الإنسان هو الوحيد الذي يعوض عن نفسه، وبالتالي فهو يستحق
الموت.
هل المقصود أن كل واحد خاطئ محكوم عليه بالموت كما قال الله
لأبينا آدم انه يوم يأكل من الشجرة سيموت أي سينفصل عن الله؟
تمامًا فكل واحد
محكوم عليه بالعزل النهائي من محضر الله. فرغم انه حين خلق الله الإنسان خلقه لكي
يجد لذة في عشرته لكن هناك صفة ثانية من صفات الله، وهي كاملة ككل صفاته الأخرى ولا
يمكن استثناؤها، وهي القداسة أو الصلاح. لذلك يجب على كل من يعاشر الله أن يكون
صالحا وقديسا لكن يعلمنا الكتاب المقدس انه ليس من أحد صالح غير الله
تعالى.
إذا فالمشكلة معقدة جدا وليس من سبيل لنجاة الإنسان الخاطئ بل يجب
أن يموت ويحرم من الجنة ويدخل النار!! أليس من حل؟؟
هذه هي بالضبط حالة الإنسان
الهالك لكن الله وفّق بين كمال صفاته، العدل الذي يحكم على الإنسان الخاطئ
بالهلاك والقداسة التي من دونها لا يستطيع إنسان أن يمثل في محضر الله. ولأننا
جميعا خطاة وليس فينا من قداسة، تدخلت رحمة الله لإنقاذ الإنسان الهالك. أدرك الله
انه ما من حيوان يقدر أن يكون عوضا لعدله ولا إنسان يقدر أن يكفر عن نفسه ومن
المفترض أن يتحقق عدل الله عن طريق سفك الدم أي عن طريق الذبيحة.
ولماذا
الدم والذبيحة؟ أليس من طريقة أخرى؟
يقول الكتاب المقدس عن موضوع الدم والذبائح
في الرسالة إلى العبرانيين الأصحاح 9 والآيات من 22،23: "فالشريعة توصي بأن يتطهر
كل شئ تقريبا بالدم ولا غفران إلا بسفك الدم وبما أن التطيهر المؤقت الأرضي كان
يتطلب رش دم الذبائح الحيوانية، فإن التطهير السماوي الأبدي يتطلب دم ذبيحة أفضل من
الذبائح الأخرى." إن الدم هو سر حياة الإنسان. وعندما يخطئ الإنسان، يتطلب عقاب
الله وعدله أن يُذبح ذاك الإنسان الخاطئ ويُسفك دمه أي أن يموت بسبب خطيئته. لكننا
نجد في الآيات التي قرأناها خطة الله لإنقاذ أولاد آدم. لقد أعطى الله في البداية
شريعة الذبائح قبل مجيء المسيح لكي يطهر شعبه تطهيرا مؤقتا على الأرض. فلم تكن هذه
الذبائح علاجا نهائيا لكن العلاج النهائي يجب أن يكون في السماء أمام عرش الله وكان
المسيح هو الحل والعلاج أي الذبيحة التي من خلالها يرحم الله كل بني البشر من
المصير المحتوم في نار جهنم. وقد ظهرت هذه الرحمة عندما مات المسيح على الصليب من
اجل كل خاطئ وهذا هو كمال رحمة الله.
لكن لماذا المسيح بالذات من دون كل
بني البشر؟ أليس هذا ظلما أن يموت لوحده عن كل الناس؟
ليس المسيح شخصا عاديا لكن
الكتاب المقدس يقول عنه إنه هو كلمة الله المتجسد والموجود من قبل تأسيس العالم.
إنه كلمة الله، التي تسمى "لوغوس" باليونانية، أي عقل الله الناطق الذي أخذ صورة
إنسان.
ماذا تعني أن تأخذ كلمة الله صورة إنسان؟
إن جزءا من شخصية
المسيح هو إنسان وهو قال عن نفسه إنه هو ابن الإنسان، ولذلك أخذ جسدا من مريم
العذراء وبهذا الجسد مثّل كل البشرية على الصليب. هذا هو السر في ولادته من
غير أب أرضي مما جعله يتخذ جسدا ليس له نسب بشري. فلو كان له أب أرضي لورث الخطية
من أبونا آدم ولما كانت ذبيحته نافعة لتمثيل كل البشرية. لكن المسيح ولد من غير أن
يرث الخطية وكان أيضا مؤيدا من روح الله القدوس أي كانت له طبيعة وسلطان روح الله
القدوس.
ماذا تعني أن له طبيعة وسلطان روح الله القدوس؟
أي انه يقدر
أن يغفر الخطايا وكانت له الطبيعة غير المحدودة، ويعلمنا المسيح عن نفسه في سفر
الرؤيا الأصحاح 1 والآية8: "أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول المسيح
الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء." وهكذا نعرف أن المسيح ليس إنسانا
عاديا لكنه الملك الممسوح والنازل من السماء ومملكته لن تنتهي بل ستسود
للأبد. وبما انه غير محدود وهو موجود من قبل تأسيس العالم وبه خلق الله الكون
وهو الذي سيعود ليحاسب العالم يوم القيامة، لذا فهو الوحيد ذو الدم غير المحدود
والمقبول عند الله عن كل الخليقة.
ما المقصود بأن دمه غير محدود؟ هل هناك
دما غير محدود ولا ينتهي؟
كان المسيح مؤيدا من روح الله القدوس وفيه الطبيعة
الأزلية كما قرأنا من سفر الرؤيا أنه هو الأول والآخر هو البداية والنهاية، وبذلك
يكون تأثير قوة دم يسوع مختلف عن تأثير قوة دم أي إنسان فلدمه طبيعة ممتدة ومستمرة.
ما الفائدة في أن يكون للدم طبيعة مستمرة؟
إذا كانت هناك استمرارية
لقوة الدم ثمنا للعقوبة، يصبح هذا الدم صالحا أن يغطي كل أولاد آدم الذين ولدوا
والموجودين اليوم والذين سيولدون. فكل من يؤمن به وبموته على الصليب من اجل خطاياه
يستحق دخول الجنة وتغفر له كل خطاياه، فالله يراه مغطى بدم يسوع ولا يرى فيه عيب
الخطية والفساد الذي فيه. ويقول الكتاب المقدس في إنجيل يوحنا الأصحاح 3 والآية16:
"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل مسيحه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل
تكون له الحياة الأبدية." لذلك على كل من يحتاج ضمان الجنة وغفران الخطايا أن يثق
ويؤمن أن المسيح مات على الصليب من اجله ومن اجل كل البشرية وبدمه كان له مصالحة مع
الله وضمان للجنة.
هل يُعقل انه ليس على الخاطئ أن يفعل شيئا آخر سوى
الإيمان بالمسيح لكي يضمن الجنة؟
الخلاص نعمة من عند الرب لأن كل أعمال بني
البشر ليس لها قيمة عند إله السماء. من اجل ذلك دبّر الله بنعمته خلاصا لنا من
عقوبة خطيتنا التي ورثناها من أبونا آدم. ويقول الكتاب المقدس في الرسالة الى أهل
أفسس الأصحاح 2: "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وهذا ليس منكم. انه هبة من الله لا
على أساس الأعمال حتى لا يفتخر أحد."
أدعوك أن تصلي وتدعو لله باسم المسيح
معترفا بخطاياك أمام الله لكي تنال الغفران وتكون من أهل الجنة.. ارفع هذه
الصلاة:
"يا سيدي المسيح أني اعترف اليوم بكل خطية ارتكبتها وأنا نادم عليها.
اعترف انه ليس لي خلاص بأعمالي الصالحة. إني أؤمن أن المسيح هو الطريق والحل لمشكلة
كل البشرية. يا الله اقبلني مع شعبك المستحق دخول الجنة. إني اعترف بلساني أن
المسيح هو مخلص العالم ومنقذهم من عذاب نار جهنم. يا رب سامحني لأني كنت جاهلا ولم
اعرف طريقك الحقيقي للجنة. يا الله اقبلني في اسم المسيح.
آمين."
|
|
|