Home   Revelation   Muhammad   Islam   Government   Trinity   Gospel   Scripture   Urdu   Audio   Resources   Arabic   Farsi   Русский   German   Chinese
  News   Terrorism   الحيـاة الأفضـل   Qur'an   الطريق إلى الجنة   Jesus   Books   Sacrifice    

Hadith

 

Search

  عربى   فارسى   Türkçe   Español  

Maps

 
الشيطان
من هو الشيطان؟ ما أصله وما هو هدفه وكيف يمكن أن نحمي أنفسنا منه؟

  نسمع عن الإرهاب والقتل من اجل أفكار تافهة مجنونة. فما السبب؟
هذه كلها من أعمال إبليس الشريرة منذ أن تكبر إبليس على الله‫.
  كيف تكبر إبليس على الله؟
كان الشيطان أو إبليس في الأصل من الكروبيم. والكروبيم هو من رؤساء ملائكة السماء أي قائد طغمة من الملائكة، والطغمة هي آلاف مؤلفة من الملائكة الذين هم تحت رياسته ويخضعون لأوامره. كان عمل الشيطان هو الوقوف أمام عرش الله وتسبيحه يوميا ويقول عنه الكتاب المقدس أنه كان له جمال بارع وداخل جسمه آلات موسيقية يمدح بها الله. لكن إبليس من عظمة سلطانه تكبر على الله وبتكبره هذا وقع في الإثم الذي جعله يسقط من عرش النعمة إلى الأرض ويفقد مكانه بين الملائكة القديسين خدام الله عز وجل. نجد هذه القصة في الكتاب المقدس في سفر حزقيال النبي الأصحاح 28 والآيات من12-18: "هكذا قال السيد الرب. أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال. كنت في عدن جنة الله. كل حجر كريم ستارتك عقيق احمر وياقوت اصفر وعقيق ابيض وزبرجد وجزع ويشب وياقوت ازرق وبهرمان وزمرّد وذهب. انشأوا فيك صنعة صيغة الفصوص وترصيعها يوم خلقت. أنت الكروب المنبسط المظلل واقمتك على جبل الله المقدس. بين حجارة النار تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم. بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فأخطأت. فاطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار. قد ارتفع قلبك لبهجتك أفسدت حكمتك لأجل بهائك. سأطرحك إلى الأرض وأجعلك أمام الملوك لينظروا إليك. قد نجست مقادسك بكثرة آثامك بظلم تجارتك فأخرج نارا من وسطك فتأكلك واصيرك رمادا على الأرض أمام عيني كل من يراك." هذا هو أصل الشيطان، ملاك ممسوح ليقود ملائكة تحت رئاسته في عبادة الله وتسبيحه. وكان حكيما وكامل الجمال ومظللا أي يرى عرش الله طوال الوقت وينفذ أوامره. وكان كاملا في طرقه أي كان قديسا وصالحا لكن الله رأى منه الإثم‫.
  وما هو الإثم الذي رآه الله منه؟
نقرأ عن الإثم الذي ارتكبه إبليس في سفر أشعيا النبي الأصحاح14 والآيات من13،14: "وأنت قلت في قلبك اصعد إلى السموات ارفع كرسيي فوق كواكب الله واجلس على جبل الاجتماع في أقاصي الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب. أصير مثل العلي." إن الإثم الذي ارتكبه هو انه فكر أن يصبح مثل الله. كان اسم الشيطان قبل سقوطه من حضرة الله هو زهرة الصبح أو باليونانية هيوسفورس أي الحامل للنور لكن اسمه الجديد هو إبليس أي المفتري أو الشيطان الخصم. لقد دعي عليه هذا الاسم لأنه اصبح خصما لله بعد تمرده على سلطان الله وقيادته له وتفكيره في أن يكون كالعلي أي انه أراد أن يكون هو الإله المعبود بدل الله الحي الأزلي. كما نجد هذا واضحا في شخصية إبليس عندما حاول أن يجرب السيد المسيح قبل ما يبدأ خدمته قائلا: "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي‫."
  لكن ما الذي جعل إبليس يفكر في قلبه بالإثم؟
لو تأملنا في الآيات التي قرأناها نجد أن سبب سقوط هيوسفورس أو إبليس أساسه هو إعجابه بنفسه وتفكيره أن يكون مستقلا بذاته ولا سلطان لله عليه. وبما أن تحت سلطانه ملائكة كثيرة أحب أن يتمرد على الله بهم ويصبح هو صاحب السلطة والسيادة فتعبده كل المخلوقات لكنه نسي أمرا هاما وهو أنه مخلوق محدود حتى لو كان له قوة فوق بعض المخلوقات لكنه ضعيف بالنسبة لله تعالى وليس أزليا كجلاله بل له بداية ونهاية بينما الله إله سرمدي أزلي أبدي لا بداية له ولا نهاية‫.
  ماذا فعل إبليس بعد طرده من محضر الله؟
لقد طرد الله إبليس وكل جنوده الذين تبعوه إلى الأرض ومنذ ذلك الحين بدأ الشيطان يحارب ويدمر وينشر الشر وهو مُصرّ دوما على إعلان الحرب ضد مشيئة الله الصالحة. فأول عمل قام به هو انه خرب الأرض التي طرد إليها ثم صنع لنفسه سلطانا على آدم وأولاده إذ احتال على أمنا حواء وأقنعها أن تفكر مثله في الشر وأن الأكل من شجرة الخير والشر هو من حقها وأن منع الله لهما من ذلك هو مجرد تعسف وأنهما إن أكلا منها لن يموتا وينفصلا عن الله. هكذا دخلت الخطية إلى العالم واصبح لإبليس سلطانا على البشر مطالبا الله دوما بموت الخطاة‫.
  لكن لماذا تركه الله إلى هذا الوقت؟ لماذا لم يقض عليه ويريحنا من كل شروره؟
فعلا إن الله ترك للشيطان حريته التي خلقه بها لكن كل الأمور التي يقوم بها هي تحت سيطرة الله وإلا لكان الشيطان قد قضى على كل حياة في الأرض. وكان لله تعالى حكمة في ذلك إذ استخدم الله الشيطان نفسه لكي يبين حبه لبني البشر. فحين غضب الشيطان من القداسة التي رآها في السيد المسيح، جمع الخطاة والأمم لكي يصلبوه ظنا منه انه سيتخلص من المسيح لكن كانت هذه هي خطة الله لخلاص كل جسد من أولاد آدم. وما زال الله يستخدم إبليس مع كل المؤمنين بالمسيح لكي يعطيهم الفرصة لتقوية إيمانهم به وامتحان حبهم له وتعلقهم به‫.
  لكن كيف يمتحن الله حب المؤمنين به عن طريق إبليس؟
في بداية حياة الإيمان لا يكون إيمان المؤمن ناضجا بعد لكن تدريجيا درسا بعد درس ومشكلة بعد مشكلة يكتشف المؤمن الحياة الجديدة في المسيح ويعرف القداسة. فالله يستخدم إبليس في تأديب المؤمنين بالتجارب التي يسمح بها، التجارب التي قال المسيح انه لن يمنعها عنا لكنه لن يتركنا فيها لوحدنا بل وعد أن يكون معنا داخل التجربة ويمنحنا النصرة عليها وعلى إبليس بعدما نرفض تأثير الخطية على حياتنا، ونصرتنا هي أن الله في هذا الوقت يأمر إبليس أن يرفع يده عنا‫.
  لكن ما دامت مشيئة إبليس ضد مشيئة الله فما الذي يجعله يذعن لأوامر الله تعالى حين يأمره أن يرفع يد أي مؤمن ويتركه؟
ليس إبليس أقوى من الله فهو قد طرد من محضر الله بعد تمرده عليه لكنه ما زال تحت سيطرة الله. وفي نفس الوقت لإبليس غرض آخر وهو كسب أي إنسان له وجعله من أتباعه لكي يفسد به الأرض ويكون نصيبه جهنم، فيستغل التجربة التي يسمح بها الله لتدريب المؤمن ويحاول أن يخفي قصد الله من التجربة، فإذا كان سببها خطية يحاول أن ينسي المؤمن خطيته مبينا له أن الله غير عادل وأنه تعالى هو سبب المشكلة الواقع فيها، ويعتقد إبليس انه حقق انتصارا على الله في إفساد خليقته وعمله الصالح‫.
  لكن كيف يصبر عليه الله بهذا الشكل ويتركه يبعث في الأمور فسادا؟
لقد أعطى الله لكل خليقته منذ البداية حرية الاختيار، والله تعالى كلي العدل ولا يمكن أن يتنازل عن صفة من صفاته. لذلك يعطي لكل واحد الفرصة أن يختار ويعيش بحرية عالما أن هناك وقتا للحساب، وفي نفس الوقت يوفر الله لكل واحد الفرص لكي يعرف الطريق الصحيح في المسيح‫.
  وما دخل المسيح في موضوع إبليس؟
إن عمل السيد المسيح على الصليب جعل الشكوى التي يشتكيها إبليس لله من غير قيمة، فمنذ وقوع أبينا آدم في الخطية وإبليس يجتهد مطالبا بموت كل واحد يخطئ تحقيقا لعدل الله الذي يقول: "إن أجرة الخطية هي الموت" لذلك فلدى الشيطان سلطان الموت‫.
  كيف فعل المسيح ذلك؟
عندما مات السيد المسيح على الصليب أخذ الله عدله بموته وبالتالي لم يعد لإبليس أي حق في أن يطالب بموت أي خاطئ يحتمي بدم يسوع الفادي. ونقرأ في الكتاب المقدس في رسالة الرسول بولس لأهل كولوسي الأصحاح 2 والآيات 13،14: "وإذا كنتم أمواتا في الخطايا أحياكم معه مسامحا لكم جميع الخطايا إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضداَ لنا ورفعة من الوسط مسمراَ إياه بالصليب‫."
  وما معنى هذه الآيات؟
أي أن المسيح سدد كل ديوننا وتحمل عنا كل عقوبة الموت التي صدرت علينا لكي يستوفى الله عدله وحمل المسيح كل دين عقوبتنا وسمرها على الصليب. فالمسيح ونحن ما زلنا خطاه مات من أجلنا ومحا الصك الذي فيه عقوبتنا بدمه الذي سال على الصليب وبعمله هذا أعلن أن دين البشرية سدد لله وقال قد أكمل، أي أن عمل السيد المسيح على الصليب كامل ولا يحتاج منا ألا أن نقبله بإيمان فنضمن الجنة ولا يكون لإبليس علينا أي شيء. ويقول الوحي المقدس في رسالة بولس الرسول لأهل رومية الأصحاح 16 والآية 20: "وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلهم سريعا" وهكذا يكون لنا النصرة الأكيدة على الشيطان بدم يسوع المسيح الفادي‫.
أدعوك أن تقبل المسيح في حياتك مخلصا شخصيا من عبودية إبليس وعقوبة الخطية. افتح قلبك واطلب من الله أن يغفر خطاياك على حساب دم المسيح ويضمن دخولك الجنة. يمكنك أن تصلي الآن‫:
‮"‬يا الله عرفت الآن أني خاطئ وأن لي عدو لدود هو إبليس. يا رب اطلب منك أن تحميني وتسامحني على كل خطية عملتها. إني اقبل عمل المسيح على الصليب الذي به كان لي غفران لكل خطية ارتكبتها. يا رب اطلب حماية وقوة دم السيد المسيح في حياتي مسلما كل حياتي لعمل مولاي المسيح. وأعلن أني من اليوم مدين للمسيح بحياتي التي خلصها من الهلاك الأبدي. أنا اطلب منك يا الله باسم المسيح. آمين‫."