|
الزواج |
سنتعرف ما هو الزواج وكيف يتزوج المسيحيون
ولماذا يتخذون زوجة واحدة فقط!
سأل احد الاصدقاء: "جارنا يتزوج اليوم من
زوجة ثالثة، وهو غني قادر ان يوفر لكل زوجة ولأولادها ما يحتاجونه. فما الخطأ في
الامر؟"
الموضوع ليس غنى بل موضوع نفسي. فمثلا هذا الرجل عنده الكثير من الاولاد
من زوجته الاولى والثانية، فاعتقد انه بالكاد يتذكر اولاده واوضاعهم واحتياجاتهم اذ
ليس لديه الوقت ليناقش معهم مشاكلهم، بالاضافة الى احتياجات امهاتهم. فالامر ليس
بالفلوس لكن في أن يكون للابن كفايته من التربية وعلاقته مع أبيه.
لكنه
محلل للرجل أن يتزوج أكثر من واحدة، ألم يتزوج النبي داود سبعة سيدات فالأمر عادي
والا ما كان نبي عظيم مثل داود ان يتزوج من 7 سيدات؟
هذا حصل بالفعل لكن ذلك لا
يمنع أن النبي داود عندما تزوج من 7 سيدات كان يعمل ما يروق له ولم يكن يعمل مشيئة
الله.
وما هي مشيئة الله؟
سؤال جميل!! فمشيئة الله أن كل رجل يتزوج من
زوجة واحدة فقط وهذا ما نجده بكل وضوح في سفر التكوين الأصحاح التاني والآيات من
18-24: "وقال الرب الاله ليس جيدا ان يكون آدم وحده. فاصنع له معينا نظيره. وجبل
الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء. فاحضرها الى آدم ليرى ماذا
يدعوها. وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها. فدعا آدم باسماء جميع البهائم
وطيور السماء وجميع حيوانات البرية. واما لنفسه فلم يجد معينا نظيره. فاوقع الرب
الاله سباتا على آدم فنام. فأخذ واحدة من اضلاعه وملأ مكانها لحما. وبنى الرب الاله
الضلع التي اخذها من آدم امرأة واحضرها الى آدم. فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي
ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لانها من امرء اخذت. لذلك يترك الرجل اباه وامه
ويلتصق بامرأته ويكونان الأثنان كجسدا واحدا." تبين لنا هذه الآيات أن الزواج هو
علاقة مقدسة فيها يعيش الرجل مع امراته في علاقة شرعية يوافق عليها الله والمجتمع.
لم تذكر الآيات هنا أن آدم تزوج من ثلاثة سيدات بل تزوج فقط من حواء. ولكي نستوضح
من هي الزوجة بالنسبة الى الرجل نجد الاجابة من الوحي المقدس في الآيات التي سبقت
وتقول: "فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لانها من
امرء اخذت. لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان الأثنان كجسد
واحد."
حسنا ربما لأن الله خلق حواء لآدم في ظروف خاصة اذ لم يكن هناك
سيدات اخريات آنذاك!!!
أيمكن ان يكون المقصود أن الله وضع قاعدة أن الرجل يتزوج
من زوجة واحدة فقط لآدم لكن باقي الناس من حقهم يتزوجوا أكثر من
واحدة؟!!
هذا ما اراه فعلا!!!
هذا غير صحيح لأنه بعدما رأى آدم امرأته
حواء نجد الوحي المقدس يعطينا نبؤة وتعليما مهمين جدا عن هذا الموضوع وهو أن الرجل
يترك أبيه وأمه ويكون دائما مع زوجة واحدة ويكونان الأتنين مثل الجسد الواحد...
والمعروف أنه في الوقت الذي خلق في الله حواء لم يكن فيه من أم أو أب ولكن هذه
النبوة كانت عن المستقبل الذي نعيشه نحن اليوم.
حسنا!! لماذا لم يعط ربنا
في الكتاب المقدس أمرا صريحا يقول فيه أنه ليس من حق الرجل أن يتزوج أكثر من
واحدة؟!
سؤال جميل!! فالتجربة تبين أن الله ترك الأمر للانسان أن يكتشف بنفسه أن
الزواج من زوجة واحدة هو الامر الصحيح وأن الزواج من اكثر من واحدة فيه الكثير من
المتاعب، وفي كثير من الأوقات يوقع المرء في خطايا وذنوب كما حصل مع سليمان الحكيم
الذي يقول عنه الكتاب المقدس في سفر ملوك أول الأصحاح 11والآيات 1،2: "واحب الملك
سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موآبيات وعمونيات وادوميات وصيدونيات
وحثّيات من الامم الذين قال عنهم الرب لشعبه لا تدخلون اليهم وهم لا يدخلون
اليكم لانهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم . فالتصق سليمان بهؤلاء
بالمحبة."
ما الذي جعل الملك سليمان يمشي وراء عبادتهم… كان من الممكن ان
يتزوج منهم من دون ان يعبد أصنامهم... هو له دينه وهن لن دينهن؟؟
الموضوع ليس
موضوع عبادة فقط بل كان فيه أمر واضح من الله ألا يتزوج أي واحد من الشعب من أية
شعوب تانية لأن نسلهم سيتأثر ايضا ويمكن ان يمشوا وراء عبادات الأوثان والأصنام...
لكن بالعودة الى موضوعنا اود ان اضيف ايضا ان الزواج من اكثر من واحدة يخلق الغيرة
والخصام في العائلة ومن الممكن ان نرى ذلك بوضوح قصة القانة أبي صموئيل النبي مع
زوجاته حنة وفننة. فكانت فننة دائما تغيظ حنة لأنها كانت عاقرا... وكذلك الرجل
عندما يكون متزوجا من اكثر من واحدة لا بد ان يميل لواحدة منهن عن كل الباقيات،
وهذا ما حصل مع القانة ايضا اذ نجده يحب حنة على الرغم من أنها كانت عاقرا اكثر من
فننة وهذا النوع من الاوضاع يخلق تفككا ومشاكل في العائلة.
يا ترى
كيف تكون فترة الخطوبة؟
الخطبة هي فترة يقترب فيها الرجل من خطيبته ويعرف عنها
وتعرف عنه كل ما يهمهما لكن من غير دخول ولا معاشرة... وتبدأ العائلتان تتعودان على
الوضع الجديد لزواج ابنهم أو ابنتهم... ونجد الخطيب يقدم لخطيبته هدايا ممكن ان
تكون ذهبا أو اشياء اخرى تختلف باختلاف المكان والزمان.
حسنا، هذا
بالنسبة الى الخطبة لكن كيف يختار المرء شريك حياته؟
إلهنا تعالى هو إله تنظيم
ويوضح مشيئته في كل خطوة من خطوات حياتنا ويعطينا الارشاد لكي نختار شريك حياتنا.
فالمبدأ الاول في الزواج هو ان يكون بين مؤمنين بالمسيح ونجد هذا في رسالة كورنثوس
التانية الأصحاح 6 والآيات من 14،15: "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين. لانه اية
خلطة للبر والاثم. واية شركة للنور مع الظلمة واي اتفاق للمسيح مع إبليس. واي نصيب
للمؤمن مع غير المؤمن."
وماذا تعني هذه الآيات؟
تعطينا هذه الآيات
الشرط الأول في الزواج الصحيح وهو أن المؤمن يجب ان يتزوج من مؤمنة مثله لأن
الطيبون للطيبات... وبعد توفر هذا الشرط يمكن للمؤمن ان يسأل ربنا عن مشيئته في
ارتباطه من الأخت أو الأخ في المسيح... ونعرف مشيئة ربنا عن طريق كلمته الموجودة في
الكتاب المقدس وايضا إذا وجد المؤمن سلام في صلاته والامر الثالث هو شهادة الأخوة
من حولهم والامر الاخير هو النبؤات يعني أنك تسمع نبؤة عن سؤل قلبك لموضوع ارتباطك
بشخص معين... وبهذا يكون هذا هو الاختيار الصحيح.
ما المقصود بالزواج
الصحيح؟ هل هناك زواجا صحيحا وزواجا غير صحيح؟
المقصود أن هذا هو الزواج الذي
يشهد عليه روح الله لأنه بحسب وعد الكتاب المقدس ان الروح القدس يسكن في كل مؤمن
بالمسيح وبما اننا مساكن لروح الله القدوس، فأي زواج ليس من روح الله زواج
باطل لأن الزواج المقدس عبارة عن مثلث: أول ضلع منه هو روح الله والضلع
الثاني هو الرجل والضلع الثالث هو المرأة... فإذا نقص أهم ضلع وهو روح الله
لا يكون الزواج مقدسا ولكن تكون مجرد علاقة جسدية... لذا نجد ان أكثر الزيجات من
هذا النوع تنتهي بالفشل ولو أستمرت فيكون لأسباب أخلاقية أو أجتماعية وساعات
يحس الزوجان أن كل منهما يريد ان يسلب الثاني حقه الشرعي.
ماذا تعني أن
الزوجين يسلبان حقوق بعضهما؟
المقصود اننا قد نجد العلاقة الزوجية تطورت لمجرد
منافع متبادلة، فالزوجة تريد ان تأخذ حقوقها وخائفة من الا تستطيع أن تأخذها وكذلك
الرجل ايضا، ولذلك نجد الرسول بولس يقول في رسالته لأهل كورنثوس الأولى الأصحاح7
والآيات من 3-5: "ليوف الرجل المرأة حقها الواجب وكذلك المرأة ايضا الرجل. ليس
للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل. وكذلك الرجل ايضا ليس له تسلط على جسده بل للمرأة.
لا يسلب احدكم الآخر الا ان يكون على موافقة الى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة ثم
تجتمعوا ايضا معا لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم."
وما الذي
يعنيه الرسول بولس حين قال إلى حين لكي تتفرغوا للصوم والصلاة؟
ما قصده الرسول
بولس هو تنظيم للمعاشرة الزوجية لكي يكون هناك علاقة بين المؤمن
والله.
هناك امر آخر اود ان استفسر حوله وهو انه
عندما يتزوج الرجل امرأة واحدة فلما يذهب الى الجنة هل ستكون هي زوجته او واحدة
اخرى؟
يذكرني هذا السؤال بسؤال مشابه طرحه بعض رجال الدين
في أيام المسيح على السيد المسيح فكان رده عليهم: "في القيامة لا يزوجون ولا
يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء." وهذا يبين أن في الجنة ليس من زواج
لأننا سنكون كالملائكة والملائكة لا يتزوجون.
لكن هناك اناس من الصالحين لا يتزوجون ويقولون أن الزواج ليس
لرجال الله وان الزواج امر سيء؟
ابدا فإن الكتاب المقدس يقول في الرسالة الى
العبرانيين الأصحاح 13والآية 4: "ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير
نجس." لكن هناك اناس يعطيهم الرب موهبة ان لا يتزوجوا وهذا يكون بدعوة خاصة
قوية من السماء من اجل خدمة الله، والمثال على هذا هو الرسول بولس نفسه الذي اعطاه
الرب هذه الموهبة ويقول في رسالته لأهل كورنثوس الأولى: "فحسن للرجل ان لا يمسّ
امرأة. ولكن اقول لغير المتزوجين وللارامل انه حسن لهم اذا لبثوا كما انا. ولكن ان
لم يضبطوا انفسهم فليتزوجوا. لان التزوج اصلح من التحرق."
هل هذا يعني أن
الزواج صيانة للمؤمن من الزنى وتجارب إبليس؟
هذا صحيح جدا لكن اريد ان اؤكد ايضا
ان الزواج مقدس جدا عند الرب لدرجة انه شبه بعلاقة المسيح بالكنيسة وهذا ما نقرأه
في رسالة بولس الرسول لأهل افسس اذ يقول: "ايتها الزوجات اخضعن لأزواجكن كما للرب
فإن الزوج هو رأس الزوجة كما ان المسيح ايضا هو رأس الكنيسة… ايها الازواج احبوا
زوجاتكم مثلما احب المسيح الكنيسة وبذل نفسه لأجلها."
لهذا نتوجه اليك صديقي
العزيز وندعوك ان تصلي معنا من اجل شريكة حياتك لكي يمنحكما الرب نورا جديدا
عن فكرة الزواج والارتباط. ويمكن ان نصلي معا الآن:
"يا رب اشكرك لأنك جعلت
الزواج علاقة طاهرة مقدسة فيك... أشكرك لأنك جعلت بين الزوج وزوجته محبة... يا رب
سامحني لأني كنت افكر أن الزواج مجرد علاقة جسدية لكن عرفت أنه أسمى من ذلك لأنك
أنت جعلتنا شركاء مع جلالك في سر خلق البشر... يا رب اعطيني دوما أن أعرف مشيئتك في
حياتي من ناحية ارتباطي... اسألك في اسم المسيح....
آمين."
|
|
|